مع ظهور فيروس كورونا وما صاحبه من مخاوف، استحوذ هذا الفيروس اللعين على كل الاهتمام الوقائي والعلاجي، رغم أن أعراضه المبدئية لا تختلف عن أعراض حمى الضنك الذي أهمل، وكلاهما خطران على الصحة ونتائجهما قد تسبب الوفاة السريعة (لا قدر الله).
لست هنا بصدد الحديث عن فيروس كورونا أو عن حمى الضنك، بل عن صديق آخر لهما قد يرتبط معهما في علاقة غير مباشرة، وكما يقال عنه: «لا يقتل لكنه يلوث النفس» ، بالتأكيد حديثي عن الذباب الذي انتشر في شوارع وميادين وساحات ومنازل مدينة جدة، دون وجود حل ينهي معاناتنا اليومية معه.
بعد يوم ماطر، ظهر الذباب في جدة بسرعة مخيفة، وانتشار يهدد سلامتنا، وصمت معتاد من فرق المكافحة بالرش في الأمانة، التي نسمع عنها ولا نكاد نراها إلا في النادر تعبر الشوارع دون أن تحرك ساكنا.
استوقفت مركبة للرش على بعد بضعة كيلومترات من منزلي، وسألت من فيها عن الفرقة المعنية بالحي، فرد بلهجته المكسرة: «ما في معلوم، فيه بخشيش ما في مشكلة، زود دواء، ذباب، صرصور، ناموس كله روح»، سرت باتجاه المنزل وهو يتبعني ولحظة وصوله رفض الرش بواسطة الجهاز المثبت على المركبة بحجة أنه ممنوع وأخرج اسطوانة وبعض المواد وقام بالرش في محيط المنزل وغرف التفتيش والتصريف، وبدأ يتسول مبلغا إضافيا للرش داخل المنزل، وفي اليوم التالي عاد الذباب كما هو حاله في الاستيطان، ولم يكن الرش ولا البخشيش مجديا.
استعدت بذاكرتي بداية ظهور حالات حمى الضنك التي استنفرت معها أمانة جدة في وضع خطة سريعة وفورية لرش المنازل وترقيمها وحصر المواقع التي تم رشها من خلال كشوفات وملصقات على الشقق والمنازل، وجندت فرقا تعمل على مدار الساعة لمحاصرة الفيروس لتلافي الضرر والخطر الذي يهدد سلامة المواطنين والمقيمين، ورغم كل تلك الجهود، والتي استفاد منها السكان وتضرر منها العاملون في الحملة في عدم دفع مستحقاتهم وتأخير تعيينهم، إلا أن الأمر في مجمله انعكس إيجابا بالقضاء على مواطن البعوض وانحسار حالات المرض.
من الواضح أن الذباب المنتشر في الأحياء لم يشكل خطرا يستدعي الأمانة لتحريك فرق الرش ومراقبة الأداء، ولا سيما لتلك التي تدار من قبل عمالة وافدة استثمرت الوضع لصالحها بحثا عن عوائد مالية، والحديث يطول عن الرش والمكافحة، إذ أن هناك أحياء حديثة باتت الفئران تتكاثر فيها ولا وجود للمكافحة منذ أن تفشت في جنوب المحافظة ومنطقة البلد، وقد نعذر الأمانة بأن الفئران لا تظهر في وقت الدوام الرسمي، بل إن ظهورها في وقت متأخر من الليل، لكنها ترى بالعين المجردة، ولو سخرت الأمانة مجموعة قطط بدلا من المكافحة لتم القضاء عليها بشكل سريع «إن غاب القط العب يا فار».
الإجازة النصفية على الأبواب، فهل ستستقبل عروس البحر الأحمر زوارها بقوافل الذباب والناموس، أم بفئران الكورنيش والمنطقة التاريخية والأحياء السكنية، أم ستتفرغ للمشاريع ومعالجة الاختناقات المرورية والتركيز على مواقع الفعاليات.. فمتى تصحو فرق الأمانة؟!.
لست هنا بصدد الحديث عن فيروس كورونا أو عن حمى الضنك، بل عن صديق آخر لهما قد يرتبط معهما في علاقة غير مباشرة، وكما يقال عنه: «لا يقتل لكنه يلوث النفس» ، بالتأكيد حديثي عن الذباب الذي انتشر في شوارع وميادين وساحات ومنازل مدينة جدة، دون وجود حل ينهي معاناتنا اليومية معه.
بعد يوم ماطر، ظهر الذباب في جدة بسرعة مخيفة، وانتشار يهدد سلامتنا، وصمت معتاد من فرق المكافحة بالرش في الأمانة، التي نسمع عنها ولا نكاد نراها إلا في النادر تعبر الشوارع دون أن تحرك ساكنا.
استوقفت مركبة للرش على بعد بضعة كيلومترات من منزلي، وسألت من فيها عن الفرقة المعنية بالحي، فرد بلهجته المكسرة: «ما في معلوم، فيه بخشيش ما في مشكلة، زود دواء، ذباب، صرصور، ناموس كله روح»، سرت باتجاه المنزل وهو يتبعني ولحظة وصوله رفض الرش بواسطة الجهاز المثبت على المركبة بحجة أنه ممنوع وأخرج اسطوانة وبعض المواد وقام بالرش في محيط المنزل وغرف التفتيش والتصريف، وبدأ يتسول مبلغا إضافيا للرش داخل المنزل، وفي اليوم التالي عاد الذباب كما هو حاله في الاستيطان، ولم يكن الرش ولا البخشيش مجديا.
استعدت بذاكرتي بداية ظهور حالات حمى الضنك التي استنفرت معها أمانة جدة في وضع خطة سريعة وفورية لرش المنازل وترقيمها وحصر المواقع التي تم رشها من خلال كشوفات وملصقات على الشقق والمنازل، وجندت فرقا تعمل على مدار الساعة لمحاصرة الفيروس لتلافي الضرر والخطر الذي يهدد سلامة المواطنين والمقيمين، ورغم كل تلك الجهود، والتي استفاد منها السكان وتضرر منها العاملون في الحملة في عدم دفع مستحقاتهم وتأخير تعيينهم، إلا أن الأمر في مجمله انعكس إيجابا بالقضاء على مواطن البعوض وانحسار حالات المرض.
من الواضح أن الذباب المنتشر في الأحياء لم يشكل خطرا يستدعي الأمانة لتحريك فرق الرش ومراقبة الأداء، ولا سيما لتلك التي تدار من قبل عمالة وافدة استثمرت الوضع لصالحها بحثا عن عوائد مالية، والحديث يطول عن الرش والمكافحة، إذ أن هناك أحياء حديثة باتت الفئران تتكاثر فيها ولا وجود للمكافحة منذ أن تفشت في جنوب المحافظة ومنطقة البلد، وقد نعذر الأمانة بأن الفئران لا تظهر في وقت الدوام الرسمي، بل إن ظهورها في وقت متأخر من الليل، لكنها ترى بالعين المجردة، ولو سخرت الأمانة مجموعة قطط بدلا من المكافحة لتم القضاء عليها بشكل سريع «إن غاب القط العب يا فار».
الإجازة النصفية على الأبواب، فهل ستستقبل عروس البحر الأحمر زوارها بقوافل الذباب والناموس، أم بفئران الكورنيش والمنطقة التاريخية والأحياء السكنية، أم ستتفرغ للمشاريع ومعالجة الاختناقات المرورية والتركيز على مواقع الفعاليات.. فمتى تصحو فرق الأمانة؟!.